ثرثرة ..زمن تسقط بس

هذا الكتاب، وثلاثة كتب أخرى (دكان أحلام مكسورة)، (ثرثرة.. زمن الكورونا)، (ثرثرة.. زمن يأجوج ومأجوج)، رباعية تصور واقعاً كان وما زال معاشاً ملموساً في بلد اسمه السودان، من قبل سقوط حكومة الإنقاذ، وأثناء سقوطها، ومن بعد سقوطها، وحتى اندلاع حرب يأجوج ومأجوج التي تدور رحاها حتى الآن، أنهكته صراعات داخلية وسوء إدارة وتدخلات طامعين، حكايات على ألسنة مواطنين عاديين، لا يطمعون في حكم ولا قيادة، همهم لقمة عيش وستر في دنيا وآخرة، يتكلمون من قلوبهم، لا يعرفون لفاً ولا دوراناً، كلامهم بسيط، تكمن فيه درر وحكم لا يفقه سرها كثير ممن يلبسون كاكي أخضر ويضعون نجوماً ومقصاتٍ على كتفهم، وممن يدعون الثقافة يلبسون بدلاً ويربطون أربطة عنق ويحملون شهادات أكاديمية عليا، وممن يهرجون يدعون السياسة لا يتقنون لعباً ببيضة وحجر، جميعهم أعمت بصائرهم تفاهات وخزعبلات الدنيا من متع وجاه ومال، أوردوا بلادهم موارد الهلاك.
حكاية معلم سوداني، والمعلمون هم أكثر الناس معرفة ببواطن الأمور، عاصر أحداث ثورة ديسمبر وهو يسكن الثورة/ أم درمان/ السودان، وبتواصله وتفاعله مع نفر من أناس عاديين (سماهم شلة الأنس)، نقل ما يجري في أذهان الناس في ذلك القت بصدق وأمانة بعيداً عن أي تزييف أو محاباة لأية جهة.